في ذكرى تأسيسه..التنظيم الناصري بين الواقع والطموح

اليوم 25 ديسمبر تحل الذكرى 53 لتأسيس التنظيم الناصري, كأول شكل سياسي ناصري بقيادته وبنيته التنظيمية وبرنامجه السياسي وأهدافه الوطنية والقومية.

لاشك بأن الحركة الناصرية في اليمن مرت بمنعطفات ومحطات كثيرة, ودفعت في كل منعطف ثمنا باهضاً على طريق تحقيق أهداف الحرية والاشتراكية والوحدة, كان أقساها ما ترتب على فشل حركة 15 أكتوبر 78 بإعدام 22 قياديا ناصريا من صفه الأول مدنيين وعسكريين, وما تلا ذلك من ملاحقات أمنية وسجون وفصل من الوظائف العامة وتشريد لعدد كبير من الأعضاء حتى قيام الوحدة.

وكناصري, لاشك بأن هذه المناسبة تعني لي الكثير والكثير على جميع المستويات, غير أنها بالمقابل يجب أن تشكل محطة سنوية للوقوف على مجمل الأوضاع العامة للتنظيم, وفي مقدمتها الأهداف التي نناضل في إطارها وإلى أي مدى كنا جديرين بتحملها والتعبير عنها, وطبيعة العلاقات الداخلية وسلامة الأوضاع التنظيمية المنتجة لمخرجات مؤتمرات عامة، من المفترض أن تكون في مستوى وعظمة تاريخ التنظيم ونضاله ووفية لدماء شهدائه الأبرار.

علينا بألا نجعل هذه المناسبة مجرد فرصة للتغني والتباري في تأكيد الانتماء , من خلال القصائد وسطر المنشورات والمواضيع المشحونة بالعبارات والجمل التقليدية , التي لا تضيف جديداً على مستوى التنظيم وعلاقاته العامة وفي المقدمة القضايا الوطنية المعني بالتعبير عنها , وشارع هو مسؤول عن تشكيل وعيه وقيادته نحو تحقيق غاياته الوطنية.

الحركة الناصرية اليوم ملزمة أكثر من أي وقت مضى بتمثل طموح الناس وتصحيح أوضاعها وتجديد ثقافتها العامة , المتجاوزة لما ترسخ في أذهان أعضاء أحزاب اليسار عموما عن ما يطلق عليها القيادات التاريخية, هذا المفهوم الديكتاتوري الذي عمل البعض بكل ما استطاع على تجذيره في سلوك يتناقض مع مبادئ التنظيم السياسي, كما يتعارض مع قيمة الديموقراطية ويكرس ما نعيبه على الحكام المتمسكين بأنظمة الحكم لسنوات طويلة, الأمر الذي قاد إلى تشكل جماعات نفوذ داخل أحزاب اليسار بقدر ما ارتبطت بها من مصالح, ومن ثم القيام بتشكيل العلاقات الداخلية بما يضمن تكريسها واستمرارها , وكان ذلك كله على حساب ما كان يفترض من الأداء السياسي والحضور الشعبي , في تأكيد على ترجمة المبرر الوطني لضرورة وجود التنظيم السياسي.

علينا إذاً أن نتعاطى مع مثل هذه المناسبات كمحطة لتجاوز الأخطاء وتصحيح المسارات القادمة.