drawas

454x140

بعد فشلها في إخضاع المدينة.. الإمارات تسعى لفصل المديريات الساحلية عن تعز

t7514تعز - اليقين أونلاين - خاص

تخيّر الإمارات أهالي تعز بين القبول بعودة المدينة إلى أحضان نظام صالح السابق، الذي ثاروا ضده أو الاكتواء بنيران العهد الحديث الذي رسمت الإمارات ملامحه بصورة مليشيات، لكن بين هذين الخيارين الذي يبدو "أحلاهما مُرّا" تبقى الفوضى سيدة المشهد في المدينة التي شهدت مؤخراً أعنف المعارك العسكرية بين قوات أمنية وفصائل مسلحة أدت إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى في سلسلة من المعارك التي لا تكاد تتوقف إلا وتندلع من جديد بشراسة أكبر ونطاق جغرافي أوسع.

مؤخرا أقرت اللجنة الأمنية بدء حملة أمنية لملاحقة المطلوبين أمنياً، وتمكنت من إلقاء القبض على عدد من هؤلاء المطلوبين، وفي مقدمتهم يوسف الحياني، الذي اضطر لتسليم نفسه بعد أن توغلت الحملة في الأحياء الواقعة تحت سيطرة كتائب أبو العباس، لكن المحافظ الجديد رضخ لأوامر الإمارات وتهديداتها باستخدام الطيران، ما جعل المحافظ يوجه بتعليق الحملة الأمنية وإعطاء مهلة لأبي العباس لسحب مسلحيه من المدينة وتسليم المطلوبين أمنياً.

غير أن المهلة لم تصمد طويلاً فسرعان ما تجددت المواجهات بشكل أعنف وتوسعت ساحاتها في عدد من أحياء المدينة.

ويبدو أن القوات الأمنية بالمحافظة أرادت أن تضع حداً نهائياً للانفلات الأمني وتنفيذ الخطة الجديدة التي أقرتها اللجنة الأمنية لملاحقة كافة التشكيلات المسلحة التي تقدر بنحو 20 فصيلا وردت أسمائهم على قائمة لجنة الخبراء الدوليين.

ولم تكتف دويلة الإمارات بدعم معظم الفصائل المسلحة في مدينة تعز، بل قامت بتجهيز لواء عسكري كامل بقيادة رجلها الأول في الجنوب والمسؤول العسكري الرفيع في عهد صالح، هيثم قاسم طاهر، حيث بدأ حملته العسكرية في البرح وسط احتفاء إماراتي بما تصفها وسائل إعلامها بـ "الإنجازات"، بل تم إسنادها بالطيران الإماراتي لأول مرة منذ أشهر.

ومع أن الهدف المعلن لمعسكر هيثم هو محاربة الحوثيين، إلا أن الهدف الحقيقي هو اجتياح مدينة تعز ومساندة الفصائل المسلحة المدعومة إماراتيا وفي مقدمتها كتائب أبو العباس.

وتأتي هذه التحركات العسكرية الإماراتية بالتزامن مع عودة القيادات الجديدة لمدينة تعز، والتي عينها التحالف لإدارة المحافظة وهي أصلا من بقايا "النظام السابق" كما يصفها بعض أبناء المحافظة، فالمحافظ الجديد نبيل شمسان كان من أبرز الشخصيات الموالية للرئيس السابق، وتولى في عهده حقيبة الخدمة المدنية، ومثله سمير الحاج الذي عين مؤخرا قائدا للمحور وكان سابقاً قيادي في قوات العمليات الخاصة والحرس الجمهوري، رغم تقربه مؤخراً من حزب الإصلاح. لكن وبغض النظر عن خلفية هؤلاء، فإنهم في نظر البعض ليسوا أكثر من مجرد أدوات لتنفيذ أجندة أبوظبي التي فشلت في تحقيقها على مدى السنوات الماضية عبر ميليشياتها في الداخل.

وجاءت رغبة الإمارات في إخضاع محافظة تعز بعد إحكام قبضتها على المديريات الساحلية لتعز من المخا وحتى موزع والوازعية وسط أنباء تتحدث عن مساعي أبوظبي لفصلهم في محافظة مستقلة خاضعة لها في حال فشلت جهودها في إخضاع المدينة التي تصنفها على حزب الإصلاح.

وتسعى الإمارات إلى تلميع القادة الجدد من خلال إعادة تشغيل الهلال الأحمر الإماراتي لمستشفى مديرية المواسط، بالإضافة إلى سيطرتها داخل المدينة عبر مليشيات كتائب أبو العباس وقائد عملياتها محمد نجيب، والقيادي يوسف الحياني، إضافة إلى اللواء 35 مدرع الذي يقوده العميد عدنان الحمادي والذي ظهر مؤخرا بصورة تجمعه بنبيل الصوفي، السكرتير الصحفي السابق في مكتب صالح والذي يقوم بالمهمات السرية لنجله ونجل شقيقه، غير أن أبوظبي التي ألقت بكل ثقلها في المدينة آخرها لململة بقايا مؤتمر صالح لإسناد الفصائل الموالية لها تواجه تحديا كبيرا في إخضاع المدينة التي لا تزال تقاوم المشاريع الإماراتية، حيث خرجت العديد من التظاهرات الشعبية المنددة بعودة كتائب أبو العباس إلى المدينة بعد تورطها بارتكاب جرائم تصفية معتقلين ودفنهم في مقابر جماعية اكتشفت العام الماضي بعد ضغوط أجبرت أبو العباس لمغادرة المناطق الشرقية للمدينة والانتقال إلى عدن.

إلى جانب كتائب أبو العباس سيئة الصيت ينتشر في تعز نحو 20 فصيلا أغلبهم بحسب تقرير لجنة الخبراء يتلقون دعماً من دول إقليمية في إشارة للإمارات التي ارتبط اسمها بالفصائل المسلحة التي تنشر الفوضى في المدينة، وتلك الفصائل تسوم الأهالي يوميا سوء العذاب وتثير الرعب في أنحاء المدينة، فمن اغتصاب الأطفال إلى القتل والتقطع والنهب وتجارة المخدرات والسطو على ممتلكات العامة والخاصة لا لهدف سوى الانتقام من المدينة وسكانها، وفقاً لما يقوله الأهالي.

ولعل هذا ما يفسر حجم الالتفاف الشعبي من أبناء المحافظة حول قوات الجيش والأمن في سبيل التخلص من كافة التشكيلات والفصائل المسلحة حارج القانون.

فهل ستعي الإمارات الدرس وتدرك أن الإرادة الشعبية أقوى من إرادة شخص المحافظ أو رغبة قائد لواء عسكري أو حتى قائد المحور؟

كاريكاتير