يدخل السلاح الصيني على خط الحرب المشتعلة بين نيودلهي وإسلام أباد، إذ يبدو أن التنين الصيني يضع ثقله فيها، في حين يقول خبراء إن الحرب الدائرة بين الجارتين النوويتين تضع الأسلحة الصينية في أول اختبار حقيقي لها على الساحة الدولية.
وتعتبر باكستان أهم المستوردين للسلاح الصيني، إذ أعلنت عن استخدام مقاتلات صينية قالت إنها نجحت في إسقاط خمس طائرات هندية، منها ثلاث طائرات فرنسية من طراز "رافال" وطائرة ميغ-29، وأخرى روسية، استخدمتهم الهند في شن غارات جوية على الشطر الخاضع لإدارة باكستان من إقليم كشمير المتنازع عليه.
ويشار إلى أن باكستان تعتمد بشكل كبير على الأسلحة الصينية، حيث شكلت الواردات من الصين 82% من مخزون الأسلحة الباكستانية بين عامي 2019 و2023، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
وارتفعت أسهم شركة صناعة الطائرات الصينية "أفيك تشنغدو" المصنعة للمقاتلات التي استخدمتها باكستان بعد التصريحات الباكستانية بإسقاط الطائرات الفرنسية والروسية، إلى نحو 36% بمكاسب وصلت إلى 17%، وهو أكبر ارتفاع يسجل في يومين منذ أكثر من عامين.
"انخفاض أسهم رافال الفرنسية"
وفي مقابل الأسهم الصينية المرتفعة، انخفاض فرنسي شهدته أسهم شركة "داسو أفياسيون" المصنعة لمقاتلات "رافال"، في بورصة باريس اليومين الماضيين، متأثرة بالتقارير بشأن إسقاط طائرات "رافال"، وسط توقعات بانخفاضات إضافية في أسهم الشركة، نتيجة للتساؤلات المتزايدة عن أداء "رافال" في ساحات القتال.
ويبدو أن الحرب الباكستانية الهندية جاءت بالنفع على بكين، فارتفاع أسهم السلاح الصيني سببه استخدام باكستان لمقاتلاتها، ما عزز من سمعة هذه الطائرات وقدراتها القتالية.
ويقول خبراء عسكريون إن هذه الأحداث قد تؤدي إلى زيادة الطلب الدولي على الأسلحة الصينية، خاصة من الدول التي تسعى إلى تعزيز قدراتها الدفاعية ببدائل تكون كلفتها معقولة.
إسقاط مسيّرات إسرائيلية
وسريعًا ما تفاعلت وسائل الإعلام الصينية ومواقع التواصل الاجتماعي مع هذا الحدث، وأشارت إلى أن ضربات باكستان التي وصفتها بالناجحة، تظهر مستوى التصنيع العسكري الصيني الذي تجاوز تمامًا مستوى روسيا وفرنسا التي تأثرت سمعة طائرات "رافال" فيها في الأسواق الدولية، وهو ما قد يؤثر على مبيعاتها المستقبلية، وفقًا لما تداولته وسائل الإعلام.
وفي هذا السياق، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي محمد الصمادي إن الصين تتقدم وتتطور في الاقتصاد وفي الصناعات وفي السلاح. وأن هناك خلال العمليات العسكرية مواجهة عملياتية بين المنظومات الصينية والأوروبية والأميركية.
ويشير في حديث للتلفزيون العربي من عمّان إلى أنه "حين نأخذ في عين الاعتبار منظومات الصواريخ والدفاعات الجوية، يُلحظ التطوّر الصيني المضطرد، خاصة حين تتمكن هذه الدفاعات من إسقاط طائرات رافال، وهي فخر الصناعة الفرنسية".
وأضاف: "إلى جانب ذلك، سُجّل إسقاط طائرات ميغ-29 وسوخوي-30، والحديث أيضًا عن إسقاط 29 مسيّرة، معظمها من الصناعة الإسرائيلية، وهو ما يشكّل ضربة حقيقية للصناعات الجوية الإسرائيلية".
ويلفت الصمادي إلى أن "الصين تتطوّر بسرعة كبيرة جدًا، وعلى الرغم من صمتها أحيانًا، فإنها تفاجئ العالم بما تستطيع إنجازه".