الهبة الشعبية السلمية التي دعت لها قبائل حضرموت لقيت تجاوباً في الجنوب وتحولت إلى هبة جنوبية سلمية، ولكن هناك ملاحظات هامة نأمل الأخذ بها من قبل القائمين على الهبة والسلطة وهي:
111- إن الدافع الأساسي لحركة هبة 20 ديسمبر كان تجاهل السلطة لمطالب قبائل الحموم بحضرموت بعد اغتيال الشيخ/ سعد بن حبريش -مقدم قبائل الحموم ورئيس تحالف قبائل حضرموت- واستمرار أعمال اغتيالات الممنهجة بحق أبناء حضرموت والجنوب، وإن كانت الاغتيالات قد طالت أيضاً العديد من أبناء الشمال ووصلت أخيراً لمحاولة اغتيال الرئيس هادي في العرضي، لكن هذا الضغط الشعبي يبدو أنه قد أثمر من خلال ما بلغنا من تجاوب الرئيس مع مطالب قبائل حضرموت واستعداده لتسليم المتهمين باغتيال الشيخ/ بن حبريش وتسليم مائة بندق تحكيم للقبائل إصدار الحكم، إما بشرع الله والعرف القبلي أو عبر القضاء، مع العلم أن القضاء مسيرته طويلة.. وعلى ذلك كان المفترض أن يتم لقاء يوم الأربعاء في سيئون لمناقشة تحكيم الرئيس لقبائل آل حموم، لكن كما عرفنا فشل اللقاء؛ لأن القبائل فقدت مصداقيتها بالسلطة، بسبب عدم وفائها بعهود سابقة ومطالب كان الشيخ بن حبريش -بصفته كبير قبائل آل حموم- قد تقدم بها، وهي مطالب لصالح حضرموت ولم يتم الاستجابة لها، ويبدو أن انعدام الثقة لا يزال قائماً حتى الآن، ولا ندري هل سيصل الطرفان لأي حل مع انتهاء المهلة المحددة يوم الجمعة 20/12/2013م..
212- إن استمرار السلطة بالسير بنفس ما كان الوضع عليه في عهد النظام السابق من خلال المعالجات الترقيعية لم يعد مجدي اليوم خاصة إذا كان من يحكمون اليوم كانوا يرون أن الآليات السابقة غير نافعة وينتقدون الرئيس السابق علي عبدا لله صالح عليها، فكيف يتم العودة لتلك المعالجات المؤقتة؟ إننا مع حقن الدماء ونزع المواجهة وحل الخلاف سلمياً، وفي نفس الوقت ندعو السلطة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ومعالجات حقيقية وإقالة العابثين بالأمن والفاسدين وإعطاء أبناء الجنوب وحضرموت المكانة لإدارة شؤونهم، وندرك أن المواطنين قد سئموا من استمرار العبث بأرواح الأبرياء والاغتيالات الممنهجة والتستر على من يقومون بالقتل. أما وقد وصل الأمر لتمارس نقاط عسكرية القتل كما حصل مع الشيخ بن حبريش فإن الأمر يتطلب إجراءات حاسمة من
الأخ الرئيس هادي إذا أراد أن يستعيد ثقة المواطن.. ويتم الوفاء بما تم الالتزام به وترك أبناء حضرموت ومحافظات الجنوب يتولون حماية مناطقهم وممتلكاتهم طالما عجزت المؤسسات العسكرية والأمنية عن توفير الأمن والأمان للمواطن لكي يعيش حياته في هدوء.
313- لقد عبّر أبناء الجنوب عن تضامنهم مع قبائل آل حموم وفي نفس الوقت أكدوا على التمسك بالمطالب السلمية وعدم الانجرار إلى العنف لقطع الطريق على أي عناصر مدفوعة من أي جهة لإشعال الحرب التي لا تخدم أحداً، ولإدراك مكونات الجنوب وعلى رأسهم قادة مكونات الحراك الجنوبي بأن الساحة الجنوبية مخترقة من قبل القاعدة الوهمية ومن قبل أطراف خارجية وأطراف متنفذة من مصلحتها أن تحدث الفوضى وأعمال العنف حتى تلصق ذلك بالحراك وثورته السلمية التي أبهرت العالم بسلميتها, فالعناصر والقوى المعادية لقضية الجنوب تنزعج من التمسك بالنضال السلمي؛ لأنه الطريق الآمن للجنوب وعدالة قضية وتريد أن تجر الجنوب لمربع العنف ثم ترمي بالتهم عليه وتستند إلى مجلس الأمن الدولي للقول بأن الجنوب معرقل للتسوية السياسية مع أنه لم يكن طرفاً فيها منذ توقيع مبادرة الخليج، ولكن مكونات الحراك اسلمي وقبائل الجنوب تمتلك من الثقافة والحضارة، ويكون ذلك إحراج للعالم وللسلطة بصنعاء؛ إذ أن الشعب الصابر على المعاناة وقطع الكهرباء والظلم والتهديد بالقتل يتمسك بالعمل السلمي ويرفض الانجرار للعنف، إنه شعب وحراك وقبائل تستحق رفع الأوسمة والنياشين، فتحية لحضرموت التاريخ والحضارة وللجنوب الصابر الثائر والمحافظ على السلم, دعوة أخوية للجميع للتمسك بالعمل السلمي ورفض الانجرار للعنف.
قال تعالى (إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب). والصبر على تجنب العنف، ليس ضعفاً أو خوفاً، إنما حرصاً على حقن الدماء، وهو الطريق الآمن للخروج إلى بر الأمان.
برقية:
تحية لمواقف قادة الحراك والمشائخ الذين رفضوا العنف أو الاعتداء على المصالح العامة والإساءة لأبناء الشمال وحماية أرواحهم وممتلكاتهم وعدم مغادرتهم، فالهبة الشعبية لا تعني الفوضى أو الخروج عن المطالب السلمية المستمرة منذ 2007م والبعيدة عن الشطحات غير العقلانية.
المقالات الاقدم:
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
مقالات متفرقة:
المقالات الأكثر قراءة:
- منظمة الصحة العالمية : 10 آلاف قتيل و60 ألف جريح حصيلة حرب اليمن - 2018/12/10 - قرأ 127132 مرُة
- اليمن .. معركة جديدة بين قوات هادي والحراك الجنوبي في شبوة - 2019/01/09 - قرأ 26819 مرُة
- غريفيث لمجلس الأمن: هناك تقدماً في تنفيذ اتفاق استوكهولم رغم الصعوبات - 2019/01/09 - قرأ 26114 مرُة
- تبادل عشرات الأسرى بين إحدى فصائل المقاومة اليمنية والحوثيين في تعز - 2016/06/01 - قرأ 20500 مرُة
- المغرب يكشف عن "تغير"مشاركته في التحالف - 2019/01/24 - قرأ 17788 مرُة