drawas

454x140

أسئلة تبحث عن إجابات

علي الشيبانيأنا هنا لا أمتدح الحوثيين أو أنني أشد من أزرهم وأرفع معنوياتهم كما قد يفهم البعض, لكن هناك عدد من الأسئلة تنتصب أمامي ولا أجد لها إجابة، غير أن كثير من قيادات شرعيتنا العسكرية ومعهم المدنية, وجدوا في هذه الحرب فرصة ثمينة للإثراء قد لا تعوض, خاصة مع وجود دول التحالف المعروفة بثرواتها الهائلة.

استغلال الحروب في اليمن ليس جديداً على الزعامات وقيادات الأنظمة, دون التفات للكلفة التي يدفعها الناس من حياتهم وتدمير مدنهم وكم العداوات التي تحدثها, ناهيكم عن الجوع والفقر والبهدلة التي تلازمها كما هو اليوم.

بل إن استغلال الحروب صار بمثابة ثقافة وهنا يكمن مصدر الخطر. لا ننسى حروب سبتمبر وحصار صنعاء وحرب المناطق الوسطى وحرب 94, وحجم الثروات وحالات الغنى التي اكتسبها المشاركون فيها من القيادات العسكرية.

بالعودة لفكرة الموضوع ومع أنني لست عسكريا, ولكن أظل أتساءل:

مئات الآلاف من الجنود المسجلين في كشوفات الجيش الوطني, مع فارق التسليح والإمكانات العسكرية الأخرى وتدخّل للطيران, في مقابل مليشيات تفتقر للتدريب الكافي وتسليح لا يرتقي لتسليح الطرف الآخر.

حصار عام منذ سنوات , مع الأخذ بالاعتبار توسع الحرب وقيام جبهات عسكرية في أكثر من مكان في الساحل والصحراء والجبال, بمعنى تمتد هذه الجبهات من الحديدة حتى صحراء مأرب والجوف, مرورا بتعز وصنعاء والبيضاء وغيرها من المناطق, ومع ذلك لم تتمكن الشرعية من تحقيق تلك الانتصارات المرجوة التي ترتقي إلى مستوى فارق الإمكانات هذه!

هل يرجع السبب إلى ما أشرت إليه آنفا؟ أم أن دول التحالف تريد هكذا؟ أو أن الأمر بيد القوى الدولية التي ما زالت تعمل جاهدة على إنضاج طبختها بواسطة مجموع هذه القوى المحلية والإقليمية, وفي مقدمتها إيران وجماعة الحوثي بالنظر لحاجة المشرف الدولي لطرف في الصراع يتصف بالمضمون المذهبي, بالنظر إلى كون مثل هذه الصراعات هي الأعنف والأكثر دموية, وبما تقود في النهاية إلى التمكن من تشكيل مساحة بؤرة الصراع بالطريق والمضمون الذي يؤدي إلى خدمتها, حين الأخذ بالاعتبار المجازر البشرية التي ترتبط بها وما تخلفه بالتالي من الخصومات والكراهية بين أبناء الوطن الواحد.

لا أدري إلى أي مدى هذا صحيح, لكن الأوضاع العامة الماثلة أمامنا في اليمن تقدم لي الأمور بهذه الصورة التي لا أجد غيرها في تقييم ما نمرّ به من جرم تاريخي, لن تسامحنا عليه الأجيال القادمة التي لن نورثها سوى هذا الكم من الخراب والدماء والعداوات والخصومات, هذا إذا ظلت اليمن موحدة, ما لم فإنها ستضيف إلى إرثها آنف الذكر خطوطاً فاصلة على خارطتها الجغرافية, لبلد ظلت تهتم بترديد نشيدها الوطني أكثر من تجذير قيم الجمهورية والوحدة وبناء الدولة الوطنية في نفوس وأذهان مواطنيها.

كاريكاتير