الهدف الأساسي من الحرب على اليمن، نقول (الحرب) ولم نعُد نُصر على مصطلح (العدوان) بعد ان أدركنا بما لا يدع مجالاً للشك بوجود أطراف يمنية مشاركة فيه وبأن الأمم المتحدة تقوم بدور الوساطة بين هذه الأطراف اليمنية بالإضافة الى وجود من يدّعي برعاية هذا الدور وما يؤكد ذلك هو قبول هذه الأطراف اليمنية بهذه الأدوار من الوساطة والرعاية على حدٍ سواء. إذن الهدف الأساسي من هذه الحرب هو تدمير اليمن وإبادة شعبه. وقد تم الإتفاق وأُتخذ القرار على ذلك بين دول التحالف وعدة أطراف يمنية نافذة معروفة قبل تدشينه بأشهر.
لم يتسنى لعامة اليمنيين معرفة هذا الهدف إلا بعد شن العدوان (الحرب) عليهم فأصبح لا يوجد أمامهم اي مفر حتى رفاهية الإستسلام، فإما ان يكونوا او لا يكونوا، إما الدفاع عن أنفسهم والإنتصار على عدوهم او الهزيمة. فأختار الشعب اليمني امام تصدير الوهم له بالقوة والغلبة التي روّجها له البعض، ان يدافع عن نفسه وينتصر حيث لم يُترك له خيار او مجال آخر للتفكير بمعطياته الحقيقية التي يمتلكها على ارض الواقع او عن التركة المأساوية المُخجلة التي خلفها له نظامه العميل.
الآن ولأكثر من عام ونصف من عمليات الإبادة الجماعية ونحن مازلنا نراوح في أماكننا رغم الوعود المتواصلة التي يتم الإعلان عنها بمصادر القوة والبأس الشديد، وبرغم كل التنازلات المجحفة التي تم تقديمها ما يزال البعض يُطلق التهديدات التي لا تُنَفَذ رغم معرفته المؤكدة بان هذه التهديدات (الفارغة) سواءً كانت بقصد او بدون قصد إذا لم تؤتى أُكلها فإنما تساهم في المزيد من الإبادة طالما وأننا لا نمتلك وسائل الدفاع او سلاح الردع.
بعد أكثر من عام ونصف لابد وان تكون كل الحُجج قد استنفذت سواءً أكانت من جانب اليمنيين لضرورة الدفاع عن النفس او لجهة إنكشاف العدو وبربريته السافرة عالمياً. وفي هذه الحالة إما ان نكون بإنتظار العدو ان يسحق بقيتنا وينفذ برنامجه المُعلن الذي وعد به مقابل غياب برنامجنا الوطني او اننا نراهن على دمائنا ودماء أطفالنا ان تنتصر على العدو. كل المعطيات تؤكد بأنه لم يَعُد لدينا خيار ثالث غير هذا.
إذن في المحصلة نحن نقف بانتظار دمائنا الطاهرة لتنتصر على العدو الخارجي والداخلي لدرجة أني أكاد اجزم بأن هذه الدماء هي وحدها ودماء ابطالنا في جبهات الشرف والبطولة هي التي ستنتصر في النهاية وذلك لسبب بسيط وهو ان موعد الإستسلام قد ولى وفات أوانه بعد كل هذه الأنهار من الدماء وموعد تحقيق النصر للعدو ايضاً الذي كان يراهن عليه البعض قد ذهبَ مع الريح وبات يحصد الخيبة والخذلان والهزيمة بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل بعض الجنود المجهولين الخلاصيين الأوفياء لوطنهم، بيد أنه على الجميع ان يتذكر بأن هذه الدماء ستنتصر ايضاً على كل الانتهازيين والعملاء والمتاجرين والخونة، لذا فمن يراهن على انتهازيته وخيانته وعمالته عليه من الآن ان يستعد لحمل عصاته ويرحل قبل فوات الأوان. من تاجر بالدماء اليمنية الزكية الطاهرة وباع واشترى بثمنها عليه ان يفهم بأن هذه الدماء ستطاله بأبشع من تلك التي ستطال العدو نفسه.
المقالات الاقدم:
- لأول مرة اليمن تدخل الترشيح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي 2016 - 2016/10/12
- نقابة الصحفيين تطالب بالتحقيق في اختطاف نجل الصحفي طارق سعد وتوفير الحماية له ولأسرته - 2016/10/12
- اليمنيون يحيون الذكرى الـ 39 لاستشهاد الحمدي ويضعون أكاليل الورود على قبره - 2016/10/11
- أسماء شهداء وجرحى مجزرة القاعة الكبرى بصنعاء (إضافة) - 2016/10/10
- استهداف مدمرة أمريكية بصاروخين قبالة السواحل اليمنية - 2016/10/10
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
مقالات متفرقة:
المقالات الأكثر قراءة:
- منظمة الصحة العالمية : 10 آلاف قتيل و60 ألف جريح حصيلة حرب اليمن - 2018/12/10 - قرأ 127132 مرُة
- اليمن .. معركة جديدة بين قوات هادي والحراك الجنوبي في شبوة - 2019/01/09 - قرأ 26819 مرُة
- غريفيث لمجلس الأمن: هناك تقدماً في تنفيذ اتفاق استوكهولم رغم الصعوبات - 2019/01/09 - قرأ 26114 مرُة
- تبادل عشرات الأسرى بين إحدى فصائل المقاومة اليمنية والحوثيين في تعز - 2016/06/01 - قرأ 20500 مرُة
- المغرب يكشف عن "تغير"مشاركته في التحالف - 2019/01/24 - قرأ 17788 مرُة