drawas

454x140

عن عودة الكهرباء إلى شارع إيران بصنعاء

محمد عبده العبسيمجدداً، أكرر وأقول ما قلته قبل نحو عام ونصف: بمقدور الحوثيين تشغيل الكهرباء لمعظم المدن اليمنية بما لا يقل عن 13 ساعة في اليوم، حتى في حال بقاء محطة مأرب الغازية خارج الخدمة لكونها لا تمثل سوى 25% من المنظومة التي تتوزع على النحو التالي:

-340 ميجاوات إجمالي طاقة محطة مأرب الغارية.

-146.5 ميجاوات تنتجها محطات صنعاء الـ6 التي تشتغل بالديزل والماوزت.

- من 600 إلى 800 ميجاوات تنتجها محطات الكهرباء الـ24 المملوكة للدولة وهي (3 محطات بخاري تنتج مثل محطة مأرب: 333ميجاوات) و(19 محطة بالديزل: 266.3 ميجاوات) وكذا(99.5 ميجاوات تنتجها محطات حضرموت). فضلاً عن كميات الطاقة المشتراه سابقاً.

أين المشكلة إذن؟

الذي حدث أن إطفاء الكهرباء عن المدن اليمنية كان بداية الحرب قراراً سياسيا صرفا، إلى شهر يوليو 2015م، لكنه منذ صدور قرار أو كارثة التعويم، صار قراراً اقتصادياً بالمقام الأول.

كيف؟

كانت شركة النفط المستور الوحيد للوقود ومشتقاته قبل تخليها عن صلاحياتها للتجار، وكانت الشركة تقوم بتزويد المؤسسة العامة للكهرباء بالوقود بالسعر المدعوم 40 ريال عن كل لتر. وقتها، ومع انخفاض الإيرادات العامة بسبب الحرب، وإفلاس مؤسسة الكهرباء وتراجع ايراداتها إلى حد كبير، كانت مديونية المؤسسة لشركة النفط تتجاوز الـ100 مليار ريال.

والسؤال:

إذا كانت المؤسسة الكهرباء عاجزة عن سداد قيمة مسحوباتها من شركة النفط، بالسعر المدعوم 40 ريال، فهل هي قادرة على شراءه بالسعر العالمي من التجار بدولار (اي ثلاثة أضعاف) عن كل لتر ديزل؟

قطعا لا.

لهذا السبب قلت من اليوم الأول إن قرار التعويم هو قرار جرعة بامتياز، لأنه يعني أن علينا كيمنيين نسيان شيء اسمه كهرباء عمومية. خاصة وأن الحوثيين يديرون السلطة لا بعقلية رجال دولة بل "هوشليه" وكل مواطن يدبر نفسه، و"احنا في حالة حرب وحصار" و"ما نشتي كهرباء.. إلخ هذه الترهات.

لاحظوا أن شحنات شركة النفط عالقة منذ 7 أشهر في الرصيف التجاري لميناء الحديدة بينما شحنات التجار تدخل بمنتهى السلاسة من رأس عيسى.

المشكلة أن اليمنيين تكيفوا مع الوضع، والحكام الجدد دخلوا في شركات وصار بعضهم مستوردين للطاقة الشمسية التي صارت مؤخرا السوق السوداء الحديدة مقابل سوق المواطير سابقاً. وتكييف اليمنيين مع الوضع الخطأ أسوأ من الخطأ ذاته.

وحتى في الوضع الحالي الاستثنائي جميع الناس يتحدثون خلال اليومين الماضيين إن الكهرباء عادت في بعض الأحياء كحدة وشارع إيران، بينما نحن مثلا في شارع العدل لم ترجع الكهرباء ولو لدقيقة!!

شخصياً أفضل أن تكون الأولوية لمحافظة الحديدة والمدن الساحلية وإن كنت على يقين أن الكميات المسلمة لمؤسسة الكهرباء قليلة ولن تستمر طويلا وسنعود للظلام المطبق.

# من مدونته الشخصية 

كاريكاتير