drawas

454x140

الإصلاح في مرمى حلفائه .. تحالف بلا بداية وقتال بلا نهاية!

شعار الإصلاحيوسّع التحالف دائرة استهدافه للإصلاح، الحزب الذي ضحى بالآلاف من كوادره، لكن هذه المرة وخلافا لسابقاتها يجاهر التحالف بعدائيته للحزب وقد استبدل الاغتيالات والتفجيرات المتنوعة بغارات الطيران في توجه مباشر لإزاحة الحزب، الذي يعدّ واحداً من أهم القوى السياسية في اليمن.

واقعياً لم يغفل التحالف لحظة عن الحزب الذي ظلت الإمارات تصوره بأوجه عدة، فتارة ترى فيه الوجه الآخر للإخوان، وأخرى لقطر وثالثة للحوثيين، وهذه الأسطوانة وإن ظلت وسائل إعلام التحالف تعزف على أوتارها لأكثر من ثلاث سنوات، إلا أنها اقترنت فعلياً بحرب خفية على الحزب لم تقتصر على الاغتيالات والتفجيرات الإرهابية التي ظلت تلاحق عناصره وقاداته في عدن على حد سواء ناهيك عن إحراق مقراته والتنكيل بأتباعه في السجون والمعتقلات السرية، بل إن كراهية التحالف وصلت حد الاستعانة بفرق دولية متخصصة بالاغتيالات بتأكيد صحف غربية أفردت تقارير بهذا الشأن.

في عدن وحدها تعرض الحزب، وفقاً لتقرير حديث، لأكثر من 14 حالة انتهاك خلال العام الماضي فقط، وهذه الإحصائية تظهر تصاعد استهداف الحزب من قبل الموالين للإمارات رغم تقلص نشاطاته.

على مدى عمر الحرب على اليمن الممتدة لأربع سنوات، وسّع التحالف حربه على الإصلاح فعمل على إحلال فصائل أبو العباس بدلاً عن المخلافي في تعز، وعندما فشلت هذه الكتائب في تقليص وجود الحزب عززها بكتائب اللواء الناصري بقيادة الحمادي واليوم يلملم بقايا المؤتمر لذات الهدف، ومثلها في شبوة التي يديرها المحافظ محمد بن عديو المحسوب على الإصلاح، حيث تتعرض قبائل مرخة لحرب إبادة منذ أيام بمشاركة الطيران الإماراتي والتهمة التي بدأت "بمكافحة الإرهاب" تحولت فجأة إلى "إخوانية" والهدف التنكيل بقبائل شبوة المحسوبة على الحزب والتي تنتشر في مديريات أخرى أبرزها بيحان وعسيلان بغية إحداث تغيير ديمغرافي يخدم سيطرة الإمارات على حقول النفط في تلك المديريات.

الأمر ذاته بدأ يتكرر في وادي حضرموت حيث عاد المحافظ البحسني من السعودية متحمسا لنشر "النخبة" وطرد قوات عسكرية مرابطة هناك في المنطقة العسكرية الأولى بدعوى أنها تابعة للنائب علي محسن وبالتالي فهي تابعة للإصلاح من وجهة نظرهم.

خارطة استهداف الإصلاح لا تتوقف عند مساعي ضرب قاعدته الشعبية أو تعطيل نشاطه في المحافظات الجنوبية والشرقية التي يضغط التحالف على القوى الموالية له لفصلها عن اليمن، بل تتجاوز أيضاً حدود الشمال، فالسعودية،كما تفيد التقارير، تخطط لإزاحة القوات المتهمة بالولاء للحزب من الحدود واستبدالها بمجاميع سلفية وأخرى من عناصر "داعش" التي تحدثت تقارير عن جلبها من سوريا إلى سيئون مؤخراً على أمل نقلها إلى الحدود، وقد بدأت الرياض فعلا هذه الخطوات على الأرض بتسليم ملف منفذ علب للقيادي المؤتمري ياسر مجلي الذي عينته قائدا لمحور علب، وأول ما اجترحه مجلي عقب تعيينه هو رفع تقارير للتحالف يقول فيها بأن بعض الوحدات تعتبر عبئا على المحور كونها محسوبة على الإصلاح، وقبل هذا كانت السعودية وجهت باعتقال قائد اللواء الخامس حرس حدود العميد يوسف دهباش بمعية 36 من ضباطه بحجة التآمر مع قطر، مع أن كل ما شكى من دهباش ورفاقه ليس أكثر من معاناتهم جراء نقص المؤن وقطع الرياض عنهم التموين، وهذا اللواء واحداً من عدد من الألوية التي انسحبت مؤخراً من الحدود لذات الأسباب.

السناريو ذاته يتكرر في الجوف؛ حيث صعد التحالف بوجه الإصلاح بغارات جوية استهدفت مقاتليه في برط العنان، وهذه الغارة التي يبررها التحالف بالخاطئة مع أن ناطقه الرسمي، تركي المالكي، يحرص خلال مؤتمراته الصحفية على أن ضربات التحالف دقيقة جدا، تعد واحدة من مسلسل طويل من الغارات التي طالت قوات الإصلاح في عدة جبهات وأبرزها "نهم" التي تكبد فيها الحزب نحو 12 ألفاً من كوادره باعتراف القيادي في الحزب نائف البكري.

مأرب هي الأخرى تشهد تحضيرات تقودها السعودية والإمارات وسط ضغوط أمريكية لجعل هذه المحافظة التي ظلت لسنوات بعيدة عن الصراع رغم قرب المعارك من بوابتها، ساحة مواجهة بين الإصلاح وخصومه المدعومين إماراتيا على غرار ما حدث في عدن، فتنقل وحدات جنوبية وأخرى تابعة لطارق من الساحل الغربي إلى صرواح تارة بمسمى فتح جبهة جديدة وأخرى لمحاربة القاعدة التنظيم الذي يؤمن القوات الإماراتية في أكثر من محافظة جنوبية بناء على اتفاقيات ضمنت له الجيش والسلطة بحسب تقارير صحف أجنبية عدة وباعترافات ضباط إماراتيين.

يدرك قادة الإصلاح المصير الذي يسعى التحالف جرّهم إليه على غرار المؤتمر سابقاً في إطار مساعيه لإضعاف اليمن وقواها، رغم تقديمهم التنازلات بدءاً بالتبرؤ من جماعة الإخوان مروراً بإقالة كرمان وحتى زيارة أبوظبي، ووصولاً إلى عرض التخلي عن حكومة هادي، إضافة إلى الحصيلة الكبيرة من القتلى الذين ضحى بهم الحزب ووصل عددهم بحسب القيادي نجيب غانم إلى أكثر من 18 ألف قتيلا، لكن هذه لم تشغع للحزب وبتأكيد المركز الأمريكي لدراسات الشرق الأوسط والذي كشف عن توجه إماراتي لاستئصال الحزب، رغم استحالة تحقيق ذلك.

محاولات تقرب الإصلاح إلى قادة التحالف لا تبدو مجدية، فالإمارات التي قد تواجه محاكمات دولية بعد تقارير غربية تحدثت عن جلبها قتلة أجانب لتصفية قيادات الحزب ناهيك عن جرائمها في تعذيب وإخفاء العديد من ناشطي الحزب، تواصل إمعانها في استهداف الحزب حتى بلغ بها الأمر إلى حدّ منع وزير الشباب في حكومة هادي من حضور افتتاح مباريات كأس أمم آسيا المنعقدة حاليا في الإمارات والتي تشارك فيها اليمن، كما أن السعودية التي كانت تستند للإصلاح في اليمن، باتت تفضل حلفائها القبليين، ومؤخراً قصف الطيران مجاميع محسوبة على الإصلاح كانت تقاتل ضمن قوات الجيش في محافظة الجوف، وكل هذه فقط لأن الحزب كما تتحدث التقارير يواصل تمسكه بوحدة اليمن ويرفض مشاريع "الاحتلال الجديد".

كاريكاتير