حوار افتراضي بين الرئيس عبدربه منصور هادي والسيد عبدالملك الحوثي

عبدالملك: في البداية قل لي كيف هربت؟

عبدربه: هذا مش عليك.. المهم تحررت من قبضتكم وخلاص.. أنا كنت أقل لكم سأذهب إلى الحديدة، لكن أنتم ما رضيتم فقررت الانتقال إلى عدن مهما كانت المخاطر.

عبدالملك: أنا أعرف كل الذين ساعدوك محلياً وخارجياً ابتداء من علي صالح وجمال بنعمر والسعودية وطبيبك الخاص!

عبدربه: بإمكانك تسأل لجانك الشعبية وهي باتقول لك!

عبدالملك: سألناهم فقالوا بأنهم لن يسمحوا بخروج أحد من المنزل باستثناء سيارة فيها نساء يعانين من المرض حسبما طلب منهم طبيبك الخاص!

عبدربه: على العموم، أنا الآن في عدن، وأنا سحبت استقالتي، ويجب إعادة الأمور إلى ما قبل 21 سبتمبر.

عبدالملك: الذي يخرج من الباب لن يعود من الطاقة!

عبدربه: أنا خرجت من الطاقة.. ولهذا سأعود من الباب!

عبدالملك: كنت أتمنى أن تستفيد من الدروس الماضية، لكن يبدو أنه لا فائدة من التعامل الطيب معك، وسوف تندم كثيراً على موقفك هذا! 

عبدربه: أيش با تفعلوا؟

عبدالملك: سوف تقع في قبضة الشعب وستتم محاكمتك على كل هذا التمرد؟

عبدربه: يعني أنا الآن أصبحت متمرد وأنت رئيس شرعي منتخب!!

عبدالملك: شرعيتك انتهت ومن دون رجعة!

عبدربه: أولاً إذا أنت معترف بالشرعية الدستورية فإن الدستور يقول ببقاء الرئيس حتى يتم انتخاب رئيس جديد. ثانياً أنا أمتلك أكثر من شرعية: شرعية انتخابية وشرعية دولية وشرعية توافقية وشرعية ثورية (11 فبراير) ثم إذا كانت شرعيتي منتهية، فأنتم بلا شرعية نهائياً حتى شرعية منتهية ما فيش معاكم!

عبدالملك: نحن نتكئ على شرعية الثورة الشعبية وهي أقوى الشرعيات على الإطلاق.

عبدربه: أي ثورة هذه التي تتحدث عنها؟ حتى لو افترضنا أنها ثورة فهي موجودة في أربع محافظات من إجمالي 21 محافظة، يعني لن تتجاوز 30% من مساحة اليمن، فأين هي ثورتك في تعز ومأرب والجوف وعدن وحضرموت وشبوة وأبين وبقية المحافظات؟ عاد شيء عغل معاكم!

عبدالملك: الثورة اندلعت في العاصمة صنعاء وهي المركز الرئيسي، وغالبية المحافظات أعلنت تأييدها لثورة الشعب.. لكننا فضلنا تأجيل دخول تعز ومأرب حتى لا تتم إثارة الطائفية والمناطقية. أما بالنسبة للمحافظات الجنوبية فقد كنا نرى دخولها سياسياً ثم عسكرياً، حتى لا يتحسس إخواننا في الجنوب، ولكن الحمدلله بعد هروبك إلى عدن وعودة علي محسن إلى عدن ووجود التكفيريين في الجنوب سوف تتخلق المبررات الكافية لوصول الثورة الشعبية إلى الجنوب! وسيكون هذا اسهل علينا من صنعاء وعمران!

عبدربه: أنت بتحلم يا ولدي، ويبدو أنك ما تعرف أبناء الجنوب؟

عبدالملك: أنا أعرف أبناء الجنوب أكثر منك، وسوف تتفاجأ بوقوفهم ضدك، خاصة بعد محاولتك لإخفاء شعار الانفصال من عدن، وتسمية غرفة عمليات 22 مايو، وهو التاريخ الذي يكرهه الجنوبيون.. ولو كنت تتعظ لما نسيت خذلانك من قبل جنوبيي الحوار الذين تركوك في منزلك وذهبوا للحوار في موفمبيك، ما بالك بأبناء الجنوب الحقيقيين الذين يرفضون  الجنوبيين الذين كانوا في صنعاء وأنت في مقدمتهم!

عبدربه: لا تحاول أن تعمل الوقيعة بين أبناء الجنوب، فلن تستطيع ذلك، حتى لو افترضنا بأن كلامك صحيح وأن أبناء الجنوب يرفضون الجنوبيين المقيمين في صنعاء، فكيف سيكون موقفهم من أصحاب صنعاء أنفسهم؟ بالتأكيد أشدّ وأقسى.

عبدالملك: اهتماماتك كانت محصورة بفصيل جنوبي هامشي المتمثل في بعض (الزمرة) أما نحن فسوف نهتم بالجميع وفي المقدمة المكونات الجنوبية الحقيقية والفاعلة في الساحة الجنوبية وهؤلاء سوف ينحازون إلى ثورة الشعب!

عبدربه: لقد انكشفت حقيقتكم أمام الناس وما فيش أحد سيصدقكم لأنكم تنقضون العهود والاتفاقات وتمارسون القتل والعنف والتفجير واستعباد الناس!

عبدالملك: هل هذا جزاءنا لأننا حافظنا على حياتك وتركناك تعيش؟!

عبدربه: الموت والحياة بيد الله وحده وليس أحد من خلقه، وبعدين الموت أفضل ألف مرة من حياة ذليلة تحت أيدي مليشيات تنهب كل شيء حتى أثاث البيوت!

عبدالملك: نحن لا ننهب وإنما نستعيد أموال الشعب من الفاسدين أمثالك ثم نعيد تلك الأموال للشعب صاحب الحق!

عبدربه: هل تقصد شعب الشمال؟ أم شعب الجنوب؟ أو شعب صعدة؟ أو شعب الحوثي ولجانه الشعبية!

عبدالملك: الشعب اليمني شعب واحد لا يقبل التجزئة والتمزيق؟

عبدربه: إذا كنتم صادقين أنكم تريدون شعب واحد فاتركوا المجال لبناء الدولة الواحدة بدون مليشيات مسلحة تفرض سلطة الأمر الواقع.. يعني الوحدة مقابل الدولة!

عبدالملك: الدولة حقنا والوحدة حقنا نحن الشعب.. وسوف تعرفون قريباً من هي المليشيات؟!

عبدربه: من أنت حتى تهددني؟

عبدالملك: نحن لا نهدد وإنما نفعل ما نقول.. وليس كما كنت تقول أنت بأنك ستدافع عن صنعاء وستموت في صنعاء أنت وأبنائك، وفي الأخير هربتم بملابس النساء لأنك تعرف بأننا لا نفتش النساء!!

عبدربه: صحيح أنتم لا تفتشون النساء لكنكم تقتحموا غرف النوم وتلتقطوا صور تذكارية وتفتشوا الملابس النسائية!! أما بالنسبة لكلامي عن صنعاء فأنا قلت سأقاتل مع الجميع في معركة شريفة بدون خيانة، لكن كيف أقاتل وجميع المكونات السياسية في موقف المتفرج وبعضها تمارس الخيانة وتحبك المؤامرات مثل علي صالح وغيره!

عبدالملك: طبعاً أفضل خدمة قدمتها لنا بهروبك لعدن أنك جعلتنا نتوحد نحن وعلي صالح والجيش والشعب ضدك! ولولا هروبك ربما كانت ستندلع المواجهات بيننا وبين علي صالح!

عبدربه: هااااه وانا اقوووووول: أيش السرّ في أن علي صالح يساعدني في الخروج من صنعاء؟! يلعن عاركم يا دحابشة!!

عبدالملك: أيش قلت؟

عبدربه: ولا شيء ولا شيء.. إنتبه تصدّق لعلي صالح هو يشتي ينتقم منك ومن الجنوب وفي النهاية يتحكم هو بجميع البلاد وبا يزقلكم خارج السلطة!    

عبدالملك: قد يكون كلامك صحيح لكن التراجع عن استقالتك هو المدخل الأساسي للتدخل الخارجي الخليجي والغربي ووضع اليمن تحت وصاية الهيمنة الدولية. كما أن التمسك بالاستقالة هو مدخل للفتنة بين اليمنيين وكما تعرف فإن "الفتنة أشد من القتل"!

عبدربه: أنت كنت تقول بأن تقديم استقالتي مؤامرة، والآن تقول بأن التراجع عن استقالتي مؤامرة وفتنة.. بل تريد محاكمتي لأنني عدت لعملي كرئيس بينما تريد محاكمة الوزراء لأنهم رفضوا العودة لأعمالهم! ما هذا التناقض؟!

عبدالملك: هناك فرق واضح بين الحالتين، فلا تخلط الزيت بالماء.. وعلى العموم أنا أعرف أن لديك قناعة من السلطة ولكن الإخوان المسلمون يضغطون عليك للعودة بل ويقومون بكتابة بياناتك.. يعني كان حجز صنعاء أفضل لك من حبس عدن!!

  عبدربه: بالعكس، أنا أريد مصلحة البلاد ومصلحتكم أيضاً، لأنني أريد تسليم السلطة بطريقة شرعية حتى لا يقال عنكم بأنكم انقلابيون.. ولهذا دعوا الأحزاب السياسية تتحاور في جو آمن، وأي حلّ يتفقون عليه فأنا موافق عليه مهما كان الأمر.

عبدالملك: نحن كنا نتحاور وعلى وشك الاتفاق النهائي، لكن خروجك من صنعاء والتراجع عن الاستقالة أوقف كل شيء.

عبدربه: وهذا هو الهدف من وراء سحب الاستقالة؟

عبدالملك: كيف يعني؟

عبدربه: يعني سحب الاستقالة ليست بهدف البقاء في السلطة وإنما إيجاد حل سياسي بعيداً عن الانقلاب وفرض هيمنة طرف واحد على بقية الأطراف، فمثلاً الآن لم تعد الأطراف السياسية مضطرة لتشكيل مجلس رئاسي يهيمن عليه طرف واحد لأنه في النهاية سيفشل.. ولهذا لا بد من حلّ يرضي جميع الأطراف.

عبدالملك: يعني أنتم تلعبون علينا هكذا.. أيش رأيك بأننا سنقوم بتشكيل مجلس قيادة الثورة وإعلان حالة الطوارئ والأحكام العرفية وحلّ الأحزاب واعتقال القيادات وإغلاق القنوات الفضائية، والسيطرة على اليمن بأكملها شمالاً وجنوباً، وإذا لم تتعرض للقتل فسوف تكون لاجئاً في عمان أو السعودية بعد أصحابك الأولين!!

عبدربه: أنتم بهذا تجعلون الجميع يقفون ضدكم محلياً وخارجياً، وسوف يتم اعتباركم جماعة إرهابية ومتمردة، وسيتم نقل العاصمة إلى عدن أو تعز، واعتبار صنعاء مدينة محتلة، وسوف يتم إجباركم للعودة إلى كهوف مران من جديد!

يالله مع السلامة، أنا الآن مخزن على البحر استمع لأغنية:

الذي قال عنها الشاعر:

عدن عدن فيها الهواء ملوّنْ

ما لاح بارق أو مطر شنْ

لا البُعد هان ولا الوصال أمكنْ

عبدالملك: أنت أتيت إلينا هارباً من عدن إلى صنعاء في 1986م، واليوم تنهي مشوارك السياسي بالهروب من صنعاء إلى عدن! وسوف تخسر الاثنتين معاً.. وربما تكون لاجئاً في الخارج، وعندها بإمكانك أن تغني:

صنعاء اليمن قلبي لتربتك حنْ

يبكي شجن وانا وأشواقي أنام واذهنْ

القلب أنّ وما عليه لو أنْ

حتى الزمن غنّى لصنعاء اليمن ودندنْ