نحن متخلفين ولسنا مختلفين.. ولا تصدقوا أعذار العادات والتقاليد والهوية والخصوصية التي نحاول بها تجميل تخلفنا. نحن هكذا ليس لأن هذه طبيعتنا أو خصوصيتنا .. نحن هكذا لأننا تخلفنا عن العصر وتخلفنا عن جيراننا وإخواننا من بني البشر.
نحن متخلفين 700 سنة في تطورنا الإنساني وهي المسافة التي تفصل بيننا وبين عصر النهضة الذي اسس قيم الإنسانية والإبداع والتحرر.
نحن متخلفين 600 عن التطور العلمي، وهي المسافة التي تفصلنا عن الثورة الكوبرنيكية والتفكير العلمي والبحث العلمي المتحرر من الاسطورة والخرافة.
نحن متخلفين 500 في ضميرنا الديني، وهي المسافة التي تفصلنا عن حركة الإصلاح الديني اللوثرية، وإلغاء سلطة رجال الدين، وتحويل الدين إلى التزام فردي شخصي لا نظام حياة شامل.
نحن متخلفين 400 سنة عن فصل الدين عن الدولة وإلغاء اخر أشكال الإمبراطوريات الدينية والحكم الديني، وهي المسافة التي تفصلنا عن معاهدة وستفاليا التي أسست للدولة القومية المبنية على المواطنة لا على العقيدة.
نحن متخلفين 400 سنة في ضميرنا الأخلاقي، وهي المسافة التي تفصلنا عن القيم والأخلاق العلمانية الحديثة التي بدأت تتشكل في عصر العقل في القرن السابع عشر الأوروبي.
نحن متخلفين 300 سنة في حياتنا العقلية وقدرتنا على التفكير، وهي المسافة التي تفصلنا عن عصر التنوير وقيم العقلانية والحرية وسيادة الإنسان على الطبيعة والإيمان بالمستقبل.
نحن متخلفين 250 سنة في وعينا بحقوق الإنسان وايماننا بحريته وكرامته، وهي المسافة التي تفصلنا عن اول ميثاق لحقوق الإنسان قبيل الثورة الأمريكية.
نحن متخلفين 200 سنة في تفكيرنا السياسي، وهي المسافة التي تفصلنا عن قيم الثورة الفرنسية الثلاث: الحرية والاخاء والمساواة، في مواجهة الاستبداد الديني والسياسي والاجتماعي.
نحن متخلفين 150 سنة عن الثورة الصناعية التي نقلت البشرية من حالة الاعتماد على الطبيعة والزراعة إلى امتلاك ناصية الإنتاج والوفرة والرخاء.
نحن متخلفين 100 سنة عن الثورة الديمقراطية التي أسقطت الأنظمة الاستبدادية في أوروبا وشكلت أوسع موجة من الملكيات الدستورية والجمهوريات الديمقراطية.
نحن متخلفين 50 سنة عن التجارب النهضوية للامم الفقيرة من سنغافورة إلى ماليزيا وكوريا الجنوبية وفيتنام وهونغ كونغ.
ان حالتنا الحاضرة ليست نابعة عن عروبتنا أو ديننا أو هويتنا .. إنها حاصل جميع كل مستويات التخلف المذكورة سابقة. تخلف متراكم طبقات بعضها فوق بعضها، من كثر الطبقات المتراكمة طمرت الحقيقة وصرنا نعتبر تخلفنا اختلافا، وانحطاطنا مقاومة للغزو، وحالتنا البائسة نموذجا للتمسك بالقيم!. وعندما نعي أننا نعيش في لحظة واحدة طبقات وتراكمات الماضي المزري الذي خرجته منه بقية الأمم، سنبدأ رحلة النهوض!.
المقالات الاقدم:
- الأمم المتحدة تصرف 25 مليار من أموال المانحين كرواتب 8 موظفين في اليمن - 2019/05/06
- غارات للتحالف تستهدف "الحماية الرئاسية" في الضالع - 2019/05/06
- عدن تستقبل رمضان بالعبوات الناسفة والألغام الفردية - 2019/05/06
- ارتفاع أعداد ضحايا غارات العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 28 شهيدا - 2019/05/05
- الحوثيون يتحدثون عن مقتل وإصابة 100 من مقاتلي التحالف بعملية استدراج إلى حقل ألغام - 2019/05/05
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
مقالات متفرقة:
المقالات الأكثر قراءة:
- منظمة الصحة العالمية : 10 آلاف قتيل و60 ألف جريح حصيلة حرب اليمن - 2018/12/10 - قرأ 127132 مرُة
- اليمن .. معركة جديدة بين قوات هادي والحراك الجنوبي في شبوة - 2019/01/09 - قرأ 26819 مرُة
- غريفيث لمجلس الأمن: هناك تقدماً في تنفيذ اتفاق استوكهولم رغم الصعوبات - 2019/01/09 - قرأ 26114 مرُة
- تبادل عشرات الأسرى بين إحدى فصائل المقاومة اليمنية والحوثيين في تعز - 2016/06/01 - قرأ 20500 مرُة
- المغرب يكشف عن "تغير"مشاركته في التحالف - 2019/01/24 - قرأ 17788 مرُة