فساد يا نفس ما تشتهي

كتب : مقبل نصر غالب

- عصابات الإجرام تمارس الآن فساد (يا نفس ما تشتهي) قبل قيام الدولة المدنية؛ لأنها تعلم مصيرها فيها.
- قائد عسكري هدد بتسليم المعسكر إلى القاعدة إذا لم توفر طلباته! قلت: هذا مقاول وعلى تواصل مع المستثمرين للمعسكرات.. سيان عنده: الدولة والقاعدة؛ ومن يدفع أكثر ينفذ له رغباته! لكن هل الجنود شُقاة معه ينفذون مقاولاته؟! هذا نموذج للقيم السائدة.
- لو أنا في مقام علي عبدالله صالح لتركت صنعاء وذهبت إلى أي منتجع سياحي أرتاح بقية عمري، ولا أقبل أن أكون شماعة يعلق عليها كل الأخطاء والاختلالات.. هذا على اعتبار براءته مما يجري من فساد في الأرض. 
- من ظن أن إفشال الحوار يعني فشل الرئيس عبدربه منصور فهو أحمق سياسي يحرق أوراقه بنفسه؛ فالرئيس قادر على إعادة تشكيل المكونات بطريقة تخالف تشكيلة بن عمر بنسب واقعية، قادر على استبدال الفرق الفاشلة بفرق وطنية جديدة.
- من ظن أن إفشال الحكومة الحالية يعني فشل الثورة فهو أغبى سياسي في العالم، لا يعلم أنها حكومة مؤقتة لتسيير الأعمال حتى تقوم الحكومة الوطنية بموجب أهداف الثورة. ومن ظن أن الحكومة المؤقتة هي حكومة الثورة, وفرض عليها حل مشكلات نصف قرن وتطهير فساد 33 عاماً, فهو أجهل سياسي في العالم، فما قيمة الحوار والدستور الجديد؟!
- نموذج عربي للقيم: كل ما قيل ويقال عن سلبيات الإخوان في مصر لا تصلح أن تكون نصف مبرر واحد لمذبحة رابعة المروعة البشعة.. إنها جريمة في حق الإنسانية يقشعر لها صخر المقطّم!
- منتدى صنعاء الثقافي ناقش أسباب تدهور القيم في اليمن خلال أربعين عاماً مضت، أهمها: انتهاء قيمة العدالة حيث ارتفع شأن المهرجين والبلاطة وتراجع دور المفكرين والمثقفين، غياب العدالة الوظيفية حيث علا شأن "أولاد الذوات" والرشوة والمحسوبية والفساد الإداري والمالي وإقصاء الكفاءات والتخصصات والنزاهات.. تحولت الأحزاب من خدمة المواطن والوطن إلى خدمة الأعضاء والمؤيدين، وتحولت إلى نخب نفاق مع السلطة، ومخبرين ضد بعضهم.. ومهرجان الحاكم أهم من الأبحاث! وتوسعت سلة المهملات لتلتهم جميع الدراسات والمقترحات! 
- نادي القضاة في مصر حين أعلن الإضراب وطالب المحاكم به، كان لإسقاط الإعلان الدستوري الذي أصدره رئيس الجمهورية. أما نادي القضاة في اليمن يقرر الإضراب ضد تقرير لجنة، لا هو دستور ولا إعلان دستوري.. لكنه تقليد أعمى وأصم وأبكم!