drawas

454x140

اختتام أعمال مؤتمر "فلسطين 2021 إلى أين؟"

اختتام أعمال مؤتمر "فلسطين 2021 إلى أين؟"

اختتمت مساء أمس في رام الله أعمال مؤتمر "فلسطين 2021 إلى أين؟ الذي نظمه معهد فلسطين لأبحاث الامن القومي، بمشاركة واسعة من قيادات سياسية فلسطينية وأكاديميين وخبراء ومختصين من فلسطين والدول العربية لاستشراف مستقبل فلسطين عام2021 في ظل بيئة محلية وإقليمية ودولية متغيرة بوتائر سريعة ويحفها التعقيد وحالة عدم اليقين.

وأجمع المشاركون في المؤتمر على أن عام 2021 قد شهد انتكاسة لا يقل ضررها وخطرها على القضية الفلسطينية بخاصة وعلى الامن القومي العربي بعامة عن هزيمة عام 1967، فقد نجحت الاستراتيجية الإسرائيلية في زيادة الشرخ بين الدول العربية والقضية الفلسطينية وتعميق ازماتها، لا بل نقل العلاقة العربية البينية وعلاقتها مع فلسطين من حالة إدارة الظهر الى حالة من الاصطفاف في التحالف مع دولة الاحتلال العدو الرئيس للفلسطينيين والعرب، فقد استغلت إسرائيل حالة الوهن والأزمات الداخلية والصراعات البينية للدول العربية وبمساعدة إدارة ترامب موهمة اياها بأولوية امنها ومشاكلها على حساب الأولوية السياسية، فكانت ايران وتركيا فزاعة استخدمتها إسرائيل لصناعة الوهم لدى الدول العربية بتوافق المصالح ضد العدو المشترك، فكان التطبيع العربي هو الطعنة الموجعة في خاصرة القضية الفلسطينية وضربة قاتلة للعمل العربي المشترك، بل تجاوز هذا التطبيع نماذج مصر والأردن ليصل الى تطبيع الشعوب، فحالة الامارات والبحرين نموذجان سيئان لهذا التطبيع، فقد اعتبر الدكتور عاطف أبو سيف وزير الثقافة الفلسطينية ان هذا التطبيع هو المنتج النهائي لعقود سابقة من حالة التردي العربي وان المشكلات الفرعية والأزمات العربية داخل الدول بينها غالبا ما يكون لها انعكاس سلبي ومباشر على مجمل حياة الفلسطينيين، وان الوضع الفلسطيني الذي نشأ عن حالة الانقسام قد ساعد وأعطى الذريعة لبعض العرب بالهرولة نحو إسرائيل.

بدوره اعتبر المحاضر في جامعة القدس، مدير مجلة "المقدسية" الدكتور وليد سالم ان التيار الجديد من الدول العربية والذي تبنى الرواية الإسرائيلية قد تفوق على نفسه في الهرولة وأعطى الشرعية لإسرائيل لتصبح قوة إقليمية فاعلة في الشرق الأوسط، ودعا سالم الى اعتماد الحوار مع الأنظمة والشعوب العربية واملاك فلسطين لزمام المبادرة في تظهير اهتمامها بقضايا الشعوب العربية وهواجسها واحتياجاتها وحرصها على حلها ولكن ليس على حساب قضية فلسطين. وأشار الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الى ان هناك ثلاثة مشاريع غير عربية تتصارع على الجسد العربي، وان هناك ثلاثة دول اقليمية هي من ستحدد مصير الشرق الأوسط، هي ايران وتركيا وإسرائيل، وان اكثر المتضررين من هذه المشاريع هي القضية الفلسطينية فهي امام تحدي وجودي يمثله المشروع الصهيوني ومشروع إيراني يستهدف وضع قدم له في دول الإقليم ومشروع تركي يستهدف احياء الامبراطورية العثمانية، وان لكل هذه المشاريع أدوات ووكلاء محليين، في ذات السياق أشار الدكتور وسام الفقعاوي الى ان حالة التدهور العربي هي نتيجة تراكم تاريخي والسيطرة الأمريكية، ودعا إلى تحصين الوضع الداخلي الفلسطيني، الذي من شأنه ان يقلب الموازين ويعيد ضبط خارطة المنطقة.

وفي الجلسة الرابعة التي جاءت بعنوان "تطورات المشهد الإسرائيلي وانعكاساتها على الساحة الفلسطينية"، ركز المشاركون على ثلاث قضايا وهي الانتخابات الإسرائيلية وأزمة كورونا ونتائج الانتخابات الامريكية على المشهد الإسرائيلي والصراع الدائر في المنطقة، والتي شكلت بمجملها أزمات لدولة الاحتلال وكان لها انعكاس على المشهد الفلسطيني، وقد اتفق المشاركون على ان دولة الاحتلال في صراعها الصفري مع الفلسطيني هي الخطر الحقيقي والمؤثر الفاعل في المشهد الفلسطيني، فما من ازمة سياسية او اقتصادية او صحية او امنية داخلية الا ولها تأثير مباشر على مجمل الحياة الفلسطينية، وان الفلسطينيين مضطرون لدفع اكلاف هذه الازمات مرتين بفعل الاحتلال المباشر الذي يغذي مثل هذه الازمات ويرعاها. واكد المشاركون ان عدم الاستقرار في النظام السياسي الاسرائيلي واستمرار مسلسل الانتخابات وجنوح المجتمع الإسرائيلي نحو المزيد من التطرف، كلها وضعت القضية الفلسطينية بين خيارات اليمين والأكثر يمينية، وأصبح ضم مزيد من الأراضي والاستيطان ورقة الاقتراع الرئيسية التي ترجح كفة أحد الأحزاب. واعتبر المشاركون في الجلسة، ان الاستيطان ودولة المستوطنين من اكثر المهددات العابرة والمخترقة للوعي الفلسطيني والتهديد الوجودي لمستقبل القضية الفلسطينية، فقد أشار الأستاذ عادل شديد الى المخططات الإسرائيلية للدفع باتجاه ان تصبح المستوطنات مركز جذب للفلسطينيين داخل الضفة الغربية على طريق التطبيع الشعبي بين الفلسطينيين والمستوطنين، كما سعت دولة الاحتلال لهندسة وكي الوعي الفلسطيني والعربي عبر التواصل المباشر معهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لنزع شرعية السلطة وتحويلها لأداة وظيفية.

كاريكاتير