drawas

454x140

ما بقي من مفاوضات الكويت: محاولات أممية لإنقاذ الفشل في اليمن

3a64a254-cc05-4edb-b421-79dfbb247579تتسم أجواء المفاوضات بين أطراف الأزمة اليمنية باتساع الهوة بين ما تبحث عن تحقيقه الحكومة الشرعية في إعادة الأمن وبسط سيطرة الدولة على كامل التراب اليمني، وبين ما يبحث عنه الحوثيون من إدامة للصراع بحثا عن أكثر مكاسب. فقد انتهى الأربعاء الماضي الشهر الأول منذ انطلاق مشاورات الأطراف اليمنية بالكويت، في تواصل الحرب التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عام، حين دخل الحوثيون العاصمة صنعاء للسيطرة على الحكم. وقد خلفت الحرب قتلى وجرحى، ودمارا طال الأخضر واليابس، بينما لم يخف الوسطاء الخليجيون والدوليون مخاوفهم من احتمال فشل المشاورات وانزلاق البلاد نحو المجهول.

ولئن كانت المفاوضات تشهد تعثرات وأزمات، إلا أن تلك الأزمات ليست متعلقة بقضايا جوهرية بقدر ما تتعلق بمسميات، الأمر الذي يكشف عدم توازن الطرفين في المفاوضات بين حكومة تبحث عن الاستقرار وميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح الباحثة عن السلطة بالقوة.

وتعقد جلسات مشتركة، وأخرى منفردة، يعلّق فيها الطرف مشاركته احتجاجا، ثم يعود بعد وعود بالعمل على تلبية شروطه؛ وبين هذا وذاك، تتسع فجوة الخلاف، وتنذر بوصول المشاورات إلى حافة الهاوية. ورغم الجهود الحثيثة التي يبذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والأطراف الخليجية والدولية، للوصول إلى سلام مستدام في بلد تعصف به الحرب، إلا أن تلك الأطراف لا تُخفي قلقها من احتمال فشل المشاورات، وعودة الأوضاع إلى مربع الصفر.

يدرك المبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد، أكثر من غيره، حجم التحديات التي تواجه عمله، وقد تحدث الرجل عن “عمق الهوة” بين طرفي الصراع، و”أن البلاد تقف عند مفترق طرق حقيقي؛ إما السلام أو العودة إلى المربع الأول”، لكنه يعود، كعادة الوسطاء الدوليين، للطمأنة بأن “أجواء إيجابية تطغى على المشاورات”، وأنه بدأ في طرح بعض الأفكار لتقريب وجهات النظر بين الأطراف، وقد أبدت الاهتمام بها. وقال ولد الشيخ أحمد إن الأمم المتحدة “تعتمد المرونة” مع الأطراف المتنازعة من أجل التوصل إلى حل سياسي وتجنيب اليمن المزيد من الخسائر، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن الأطراف عليها “مسؤوليات” يجب أن تلتزم بها.

ويؤكد مراقبون أن المشاورات لا تزال تراوح مكانها، وأن الحديث عن تقدم بشأن القضايا المطروحة، ما هو إلا محاولات أممية لإنقاذها من الفشل الذي يهددها منذ يومها الأول.

السؤال المركزي الذي دار في ذهن العديد من المحللين يتمحور حول المجهول الذي يتربص بالجمهورية الفقيرة في حال فشل مشاورات الكويت؟ فقد أكدت بعض الآراء أنه لا خيار أمام اليمنيين في حال فشلها سوى الحرب، والحرب فقط، لأن كافة الفرص قد استنفدت بالكامل، مشيرة إلى احتمال ابتعاد المجتمع الدولي لتغرق البلاد في أتون حرب أهلية ذات طابع طائفي.

وفي السياق، نقلت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، عن الناطق باسم قوات التحالف العربي، العميد أحمد عسيري، أنه لدى قواته “اثنان من خطط العمل المتوازية تشتغل الآن، عملية سياسية وأخرى عسكرية وسيتم الوصول إلى واحدة منهما في النهاية”، على حدّ قوله.

وأضاف عسيري في تصريحات لمجموعة من الصحافيين أثناء تواجده في واشنطن، الخميس الماضي، أن الهدف هو “تأمين اليمن” إما دبلوماسيا أو عسكريا، وإذا فشلت المفاوضات فإن “صنعاء ستكون حرة قريبا”، في تلويح واضح بالعودة إلى الحل العسكري، حال انهيار المشاورات أو وصولها إلى طريق مسدود.

كاريكاتير