drawas

454x140

حصاد الأسبوع .. تحركات دولية تعكر مزاج السلام في اليمن

yemen2رغم التحركات الدولية التي شهدها الملف اليمني منذ مطلع الأسبوع لا تزال مؤشرات حلحلة الوضع، المتعثر منذ 4 سنوات، ضئيلة، وتكاد تكون الأزمة أقرب إلى الحرب منها إلى السلام.

الجهود الدولية التي بدأها غريفيث بجولة في المنطقة شملت اليمن والسعودية والأردن، إضافة إلى روسيا وألمانيا، بهدف التحضير لجولة جديدة من المفاوضات النهائية بشأن الإطار السياسي للأزمة اليمنية، غير أن أهدافها تقلصت لتبقى في سياق دفع اتفاق السويد للتنفيذ، لا سيما وأن هذا الاتفاق الذي ينتهي في العشرين من الشهر الجاري لم يحقق تقدما على الميدان.

على ذات الصعيد، ساهمت تحركات وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، وأطراف دولية أخرى أبرزها البعثة الأوروبية التي زارت عدن مؤخرا، في إعادة الأطراف اليمنية إلى مسار السويد، سواء بعقد جولة ثانية من المفاوضات على مستوى ملف الأسرى أو حتى إجماع مجلس الأمن على توسيع طاقم البعثة الدولية التي يقودها الهولندي، باتريك كاميرت، في مهمة تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار في الحديدة، المدينة التي تعد أهم مفصل في الأزمة.

الضغوط الدولية لتحقيق السلام، لم تقتصر على تصريحات بومبيو التي اتهم فيها الحوثيين بعدم الالتزام باتفاق السويد، واشتراط البعثة الأوروبية، خلال زيارتها لعدن لأول مرة منذ 4 سنوات، السلام لتحقيق تحسن اقتصادي، ناهيك عن استضافة ألمانيا مؤتمراً استراتيجياً لدعم السلام في اليمن بعيداً عن أطراف الصراع المحلية والإقليمية، بل ان تقرير لجنة الخبراء الدوليين الخاص باليمن والذي من المتوقع أن يناقش توصياته مجلس الأمن بجلسة مغلقة اليوم الجمعة، حمل رسائل لكافة الأطراف المحلية والإقليمية أبرزها التلويح بعقوبات تحت البند السابع، وقد وردت أسماء تلك الأطراف تحت فقرات عدة منها عرقلة السلام وخرق الاتفاقيات وحتى ممارسة انتهاكات فظيعة داخل سجونها بحق المعتقلين.

هذه الضغوطات كان يتوقع أن تنعكس إيجابياً في الميدان بدفع خطوات تنفيذ اتفاق السويد نحو الأمام لاسيما وأنه لم يتبقى على صلاحياته سوى أيام بما فيها المهلة التي حددها مجلس الأمن في جلسته الأخيرة منتصف الأسبوع الجاري ضمن مشروع قرار بريطاني يهدف لتوسيع قوائم المراقبين الدوليين إلى 75 عنصراً بدلاً عن الـ8 الحاليين، لكن جميع المعطيات على الأرض تشير إلى أن فرص السلام زادت سوءاً باعتراف المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث خلال كلمته في مؤتمر برلين للسلام، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة لا تملك خطة بديلة لاتفاق السويد حاليا.

تنبؤات غريفيث جاءت من الميدان خصوصاً الحديدة التي تصاعدت فيها حدة المواجهات خلال الأيام القليلة الماضية، في وقت تعرض فيه قائد البعثة الأممية، باتريك كاميرت لإطلاق نار ظلت الأطراف المحلية تتبادل الاتهامات حولها، كاتهامات كل طرف للآخر بخرق الهدنة، وبينما اتهم التحالف الحوثيين بمحاولة إجهاض اتفاق السويد، اتهم الحوثيون التحالف بمحاولة التقليل من فرص غريفيث في تحقيق مهامه.

باتريك كان فشل مؤخراً بجمع الأطراف المحلية على طاولة واحدة باعتراف الأمم المتحدة، مما دفعها لعقد لقاءات منفصلة بين وفدي صنعاء وهادي، لكن تلك اللقاءات أزمت الوضع أكثر ودفعت برئيس وفد الحوثيين محمد عبدالسلام لاتهامه بتنفيذ أجندة خاصة والانحراف بمهمته، وحتى تصويت مجلس الأمن بتوسيع فريق كاميرت لا تلقى قبول لدى قيادات حوثية كثيرة عارضت التصويت الأخير.

صحيح بأن جمع الأطراف المحلية إلى طاولة واحدة كانت مهمة مستحيلة في وقت سابق، لكن عودتهم هذا الأسبوع إلى الأردن لمناقشة ملف الأسرى قد يحسب الإنجاز الوحيد من السويد، مع أن مؤشرات إطلاق الأسرى بين الطرفين لا تزال معقدة فرئيس وفد الحوثيين عبد الرب المرتضى اتهم الإمارات والسعودية بنقل 3 آلاف أسير إلى أراضيهم، بينما هادي هيج رئيس وفد حكومة هادي قال بأن لجنته تدرس ما إذا كان الحوثيون قد قاموا بتصفية بعض الأسرى لديهم، وهذه التصريحات جاءت بعد يوم على تعبير الطرفين عن تفاؤلهما بالمشاورات الحالية رغم احتفاظ مسئولة أممية بالحذر".

كاريكاتير