في خضم الفوضى التي صنعتها مخابراته، يقرر ولي العهد السعودي أخيرا كسر العزلة المفروضة عليه منذ اكتوبر، وأن كانت هذه المغامرة تبدو الاخيرة في مسيرته .
خلال فترته القصيرة في الحكم كوليا للعهد أشعل بن سلمان فتيل صراعات لم تستطيع بلاده صاحبة الخبرة الحديثة إدارتها، فأثخنها الأصدقاء قبل الاعداء بسهام الابتزاز والنيل من سمعتها ومكانتها كقبلة لملايين المسلمين حول العالم.
أغرق بن سلمان الرياض في حرب اليمن، وبعدها بعام فقط شق مجلس التعاون الخليجي بحصار قطر ، لكن رغم الاخفاقات واصل بن سلمان التمرغ في سياسة الطيش هذه فأمر باحتجاز رئيس وزراء لبنان واعتقال كبار الأمراء ورجال الأعمال الذين يشكلون أعمدة الاقتصاد في بلاده، واليوم وصلت فوضى بن سلمان إلى قتل وتقطيع صحفي لم يملك سلاحا سوى قلمه ولم ينتهج من المعارضة سوى المنفى الاختياري.
لا هدف واضح حققه بن سلمان من كل تلك الفوضى، فلا اليمن تحررت وقد دخلت الحرب عامها الرابع، بعد أن كانت الرياض تتوقع انتهائها بغضون أسبوعين، ولا قطر استسلمت وقد تعاظمت قدراتها في العام الثاني من الحصار، لكن ما جناه بن سلمان انعكس سلبا على شخصيته التي برزت تناقض نفسها، فهو المنفتح الذي سمح للمرأة بقيادة السيارة لأول مرة واحتجز ناشطوها، وهو الديمقراطي الذي لا يريد صوتا معارضا في بلاده، كما انه السياسي الذي يفاوض معارضيه بالمنشار.
خلال مراحل صعوده إلى سدة الحكم ، حرص بن سلمان الظهور بوسائل الاعلام كشخص مختلف تمام عن سلفه، لكن العالم الذي ظل يراقب تحركات الشاب الطموح لم يعد ينظر له سوى طائش يضع مستقبل الامن القومي في المنطقة باسرها وحقوق الانسان في العالم على المحك، كما يصفه اغلب المشرعين الامريكيين بأنه سفاح بلا عقل يستدعي ايقافه.
كان حلم بن سلمان ان يصبح اول ملك شاب لنظام بلاده العجوز، لكن فرصه بدأت تتضال وقد بدأ امراء مسنودين امريكيا واوروبيا التحرك لاستبدال ولي العهد بعمه احمد عبدالعزيز، وفقا لتقاريرغربية، وحتى مستقبل بن سلمان لم يعد أمنا وقد تداعى العالم باسره لإيقافه.
لأشهر بقى ولي العهد السعودي معزولا في دائرة مغلقة يحرسها العالم المتطلع للنيل منه وقد ثبت تورطه بقتل الصحفي خاشقجي، لكن اليوم وقد حصل على ضوء اخضر من الرئيس الامريكي الذي ظل لأسابيع يتوعد بلاده في حال لم تدفع ثمن الحماية، قرر بن سلمان المغامرة في جولة بدأها من الامارات على أن تشمل مصر والبحرين وتونس وموريتانيا.
لم يأبه بن سلمان وهو يستقل طائرته إلى ابوظبي للدعوات الحقوقية المطالبة بإنهاء جرائمه ولا حتى الشكاوى التي تطارده في تونس ودولا غربية، لكن انضمام فلندا إلى دولا اوروبية اخرى في وقف تصدير الاسلحة لبلاده وكشف هيومنرايتس عن مساعي الانتربول للقبض عليه مؤشرا على أن بن سلمان في طريقه لمحنة جديدة قد تكون الاخيرة في مسيرته لاسيما وأن ينوي المشاركة في قمة العشرين بالأرجنتين.
المقالات الاقدم:
- جرائم السياسة البريطانية في اليمن - 2018/11/23
- التجمع اليمني للإصلاح في ضيافة الحزب الشيوعي الصيني - 2018/11/23
- وزير الخارجية القطري: الحرب الكارثية باليمن ستتوقف - 2018/11/23
- وول ستريت جورنال: حرب التحالف في اليمن تفتح الطريق أمام إحياء القاعدة - 2018/11/23
- المهرة.. استمرار الاحتجاجات الرافضة للتدخلات الخارجية واستهداف المدنيين - 2018/11/23
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
- الاحتلال الإسرائيلي يعترف بمصرع اثنين من جنوده في غزة - 2025/05/09
- قوات صنعاء تعلن استهداف مطار "بن غوريون" وهدفا حيويا في يافا المحتلة - 2025/05/09
- ملايين الإسرائيليين يتوجهون إلى الملاجئ بعد هجوم صاروخي من اليمن - 2025/05/09
- استمرار المظاهرات اليمنية تضامنا مع غزة وتنديدا بالجرائم الصهيونية - 2025/05/09
- كتائب القسام تفتح أبواب الجحيم على قوات الاحتلال في غزة - 2025/05/08
مقالات متفرقة:
- دعوة أممية لأطراف النزاع في اليمن إلى سرعة إطلاق الأسرى لتفادي كورونا - 2020/03/21
- إنشاء أول معسكر إماراتي في حضرموت والمنطقة الأولى ترفع الجاهزية القتالية - 2021/09/08
- دولة خليجية تدرج 15 يمنياً على لائحة الإرهاب بينهم مستشار الرئيس - 2021/07/10
- المجلس الانتقالي يعلن فك ارتباطه بالحكومة في عدن - 2023/06/13
- اندلاع اشتباكات عنيفة بين تشكيلات أمنية في عدن - 2022/06/30
المقالات الأكثر قراءة:
- منظمة الصحة العالمية : 10 آلاف قتيل و60 ألف جريح حصيلة حرب اليمن - 2018/12/10 - قرأ 127132 مرُة
- اليمن .. معركة جديدة بين قوات هادي والحراك الجنوبي في شبوة - 2019/01/09 - قرأ 26819 مرُة
- غريفيث لمجلس الأمن: هناك تقدماً في تنفيذ اتفاق استوكهولم رغم الصعوبات - 2019/01/09 - قرأ 26114 مرُة
- تبادل عشرات الأسرى بين إحدى فصائل المقاومة اليمنية والحوثيين في تعز - 2016/06/01 - قرأ 20500 مرُة
- المغرب يكشف عن "تغير"مشاركته في التحالف - 2019/01/24 - قرأ 17788 مرُة