أكد تقرير إستخباراتي أمريكي، أن السعودية ترغب في الخروج من حرب اليمن، التي تكبدت خلالها خسائر فادحة في الجنود والمعدات والأموال، مشيراً إلى أن السعودية مجبرة على تقديم تنازلات للحوثيين.
وقال مركز ستراتفور الأميركي للدراسات الإستراتيجية والأمنية إن الرياض بدأت تلمح بصورة أكبر لرغبتها في الخروج من اليمن،وسط تضاؤل الدعم الخارجي لهذه الحرب، وبالتزامن مع تحول السلطة في الولايات المتحدة إلى إدارة جديدة لا تكِنُّ ودا كبيرا للرياض.
ويرى المركز الإستخباراتي الأمريكي أن نافذة الخروج من الصراع في اليمن دون تعريض كل المكاسب التي جنتها السعودية من الحرب للخطر بدأت تنغلق على نحو سريع.
وبحسب تقرير ستراتفور، فإن حرب السعودية في اليمن أخفقت في تحقيق الهدف الرئيسي منها وهو طرد جماعة الحوثي من العاصمة صنعاء وإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى سدة الحكم، بعد ما يزيد عن خمس سنوات على بدء تدخلها العسكري.
وأثار تدخل السعودية عسكريا في اليمن، حفيظة المشرعين الأميركيين في الكونغرس الذي صوت في مناسبات عديدة ضد هذا التدخل، وطالب بوضع حد لدعم الولايات المتحدة للرياض في حربها مع الحوثيين.
وتوقع المركز الاستخباراتي الأميركي أن تتسم علاقات السعودية مع الولايات المتحدة بمزيد من الخصومة عندما يتسلم الرئيس المنتخب جو بايدن مهام منصبه رسميا في 20 يناير المقبل، ما سيجعل الرياض عرضة لضغوط إضافية من واشنطن، الأمر الذي سيودي لتعميق عدم الثقة بين الدولتين الحليفتين.
ولفت التقرير إلى أن إدارة بايدن قد تتخذ قرارا سريعا بتقليص ضلوعها في الصراع، وترك السعودية عارية دون الدعم اللوجستي والاستخباراتي الذي ظلت تستغله في شن غاراتها الجوية وعملياتها باليمن خلال فترة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا، توعد في وقت سابق بتحويل السعودية إلى دولة "منبوذة" على خلفية قتلها الصحفي جمال خاشقجي في 2018، وهو ما يضاعف من مخاوف القادة السعوديين حيال نهج الإدارة الجديدة.
وخلال الشهور الماضية، عانت السعودية تراجعا ملحوظا في دعم حلفائها لها، حيث أعلنت الإمارات (الشريك الرئيس في التحالف) سحب قواتها من اليمن، بالإضافة إلى سحب السودان أيضا لجنودها المشاركين في التحالف.
واعتبر مركز ستراتفور أن خروج السعودية المتوقع من دائرة الصراع سيمثل تراجعا كبيرا في غايات الرياض الأصلية وإقرارها ضمنيا ببقاء جماعة الحوثي -سياسيا وعسكريا- في البلاد ربما لمدة أطول.
ولفت التقرير إلى أن من شأن تراجع التحالف السعودي واحتدام المعارك بين المجلس الانتقالي الجنوبي "الانفصالي" وحكومة الرئيس هادي أن يزيدا الحوثيين جرأة ظنا منهم أنهم يواجهون عدوا "مستضعفا" على طول خطوط النار.
وأضاف، إن ذلك سيجبر الحوثيين على السعي للحصول على تنازلات أكبر من السعودية، بما في ذلك بسط سيطرتهم على مزيد من الأراضي، ونفوذ أكبر في المفاوضات السياسية مع حكومة هادي.
وأشار تقرير ستراتفور، أنه كلما استطاع الحوثيون إبقاء السعوديين في أتون الصراع باليمن زاد احتمال أن تضطر الرياض -تحت الضغوط الأميركية الهادفة لإنهاء الحرب- لتقديم التنازلات التي يطلبونها.
ويخلص التقرير إلى أن احتمال أن تلجأ الولايات المتحدة إلى تصنيف الحوثيين "جماعة إرهابية أجنبية" من شأنه أيضا أن يعقد التسوية السياسية بين السعودية والحوثيين، ذلك أن الحوثيين قد يطالبون برفع تلك الصفة عنهم كشرط مسبق للتفاوض.
المقالات الاقدم:
- تقرير استخباراتي أمريكي: السعودية تريد الخروج من اليمن وستقدم تنازلات للحوثيين - 2020/11/26
- خلال 10 أشهر: أكثر من 200 ألف إصابة و 53 وفاة بالكوليرا في اليمن - 2020/11/26
- عدن.. مسلحون مجهولون يعدمون قائد كتيبة عسكرية بعد اختطافه - 2020/11/26
- التحالف يعلن إصابة ناقلة نفط بلغم بحري زرعه الحوثيون في البحر الأحمر - 2020/11/26
- ماذا يعني شكوى السعودية بالحوثيين إلى مجلس الأمن الدولي بعد “6” سنوات حرب؟ - 2020/11/25
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
- خطوط التماس في باب المندب - 2023/12/11
- الحرب الروسية الأوكرانية تصب الزيت على نار الأزمة الغذائية في اليمن - 2022/03/02
- ما تداعيات التحركات الأمريكية لحسم الحرب في اليمن؟ - 2021/10/04
- تقرير استخباراتي أمريكي: السعودية تريد الخروج من اليمن وستقدم تنازلات للحوثيين - 2020/11/26
- "اقتصاد طوائف" يتشكل في اليمن : تقسيم العملة والثروات - 2020/07/21
مقالات متفرقة:
- الذكرى الأولى لأحداث ديسمبر .. حين كتب صالح آخر فصول المؤتمر - 2018/12/02
- سجون سرية ومقابر جماعية في جنوب اليمن وبإشراف إماراتي - 2019/01/15
- هل كان الانقلاب على ثورة فبراير قدرا محتوما؟ - 2016/01/19
- اليقين توقد شعلتها الرابعة - رصد وتقييم - 2013/11/11
- مسؤول سابق بالأمم المتحدة: السعودية جعلت أزمة اليمن إقليمية - 2019/01/06
المقالات الأكثر قراءة:
- منظمة الصحة العالمية : 10 آلاف قتيل و60 ألف جريح حصيلة حرب اليمن - 2018/12/10 - قرأ 127120 مرُة
- اليمن .. معركة جديدة بين قوات هادي والحراك الجنوبي في شبوة - 2019/01/09 - قرأ 26808 مرُة
- غريفيث لمجلس الأمن: هناك تقدماً في تنفيذ اتفاق استوكهولم رغم الصعوبات - 2019/01/09 - قرأ 26100 مرُة
- تبادل عشرات الأسرى بين إحدى فصائل المقاومة اليمنية والحوثيين في تعز - 2016/06/01 - قرأ 20473 مرُة
- المغرب يكشف عن "تغير"مشاركته في التحالف - 2019/01/24 - قرأ 17776 مرُة